ما هو جامع عبد الله بن عباس في الطائف؟
يعتبر جامع عبد الله بن عباس من أشهر المعالم الدينية والتاريخية في مدينة الطائف الجبلية في المملكة العربية السعودية، ويقع الجامع في قلب مدينة الطائف ويتسم بجمال عمارته الإسلامية الأصيلة وتاريخه العريق الذي يعود إلى قرون مضت، حيث تم بناء المسجد في عام 592 هجرياً، ويعتبر هذا الجامع مقصدًا للمصلين والزوار، حيث يأتون إليه للاستمتاع بجوهر العبادة والتعرف على جزء من تاريخ مدينة الطائف.
جامع عبد الله بن عباس في الطائف تحفة معمارية
يقع جامع عبد الله بن عباس في حي المثناة على سطح الجبل، ويتسم بجمال تصميمه المعماري الذي يجمع بين البساطة والفخامة، وتتميز الواجهة الرئيسية للجامع بجمال زخرفتها الإسلامية التي تحتوي على نقوش كتابية هندسية فاخرة تعكس الفن الإسلامي الأصيل.
إقرأ ايضاً:زيادة 30% على راتب آخر هذا الشهر بمناسبة ذكرى البيعة في الضمان الاجتماعي المطوررابط وطريقة التقديم في وظائف الدفاع السعودية للجنسين 1446
تتزين قباب الجامع والمآذن بأشكال هندسية جميلة تعكس المهارة العالية للحرفيين الذين قاموا ببنائها، يضم الجامع مجموعة من الساحات الواسعة يمكن للمصلين من خلالها أداء صلاتهم بكل يسر وراحة، صممت جدران الجامع وأعمدته بزخارف ونقوش إسلامية تعكس جمال الفن الإسلامي وتنوعه.
تاريخ جامع عبد الله بن عباس وأهميته
.jpg)
يعود تاريخ بناء مسجد عبد الله بن عباس إلى عام 592 هجرياً، حيث تم تسمية الجامع بهذا الاسم نسبة إلى الصحابي عبد الله بن العباس رضي الله عنه، حيث يعد هذا المسجد من أقدم الجوامع الموجودة في مدينة الطائف وقد شهد العديد من التجديدات والتوسعات على مر العصور.
ساهم الجامع بشكل كبير في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، كما كان للجامع دور كبير في حياة العديد من الدول العربية مثل مصر والشام والعراق ودول إسلامية أخرى، حيث كان منبراً علمياً لفترة تمتد إلى 14 قرناً، يدرس فيه علوم الفقه والحديث واللغة والتفسير والعلوم الشرعية والتاريخ والنحو والصرف.
دور الجامع في حياة الصحابي عبد الله بن العباس
شهدت مدينة الطائف حياة الصحابي عبد الله بن العباس، حيث عاش آخر حياته في الطائف ودفن بها، شهد الجامع الآلاف من المصلين، وخصوصاً في ليالي رمضان حيث تقام صلاة التراويح، كما يعد هذا الجامع بمثابة الجامع الرسمي لصلاة الجنائز.
توجد مقبرة تحتوي على أحد عشر من الصحابة الذين استشهدوا أثناء حصار المسلمين للطائف، وقد دفنوا هناك وقام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليهم في تلك المنطقة.
توجد المقبرة في الجهة الشرقية للجامع بالإضافة إلى وجود مقبرة حبر الأمة عبد الله بن عباس وقبر الإمام علي بن أبي طالب.
في زمن الخلفاء الأمويين، اجتهدوا في العناية والاهتمام بجامع ابن عباس، أما في العصر العباسي، وخصوصاً في عهد الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء، شهد الجامع عدة توسعات، وحينئذ تم تسميته على اسم الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
اتخذ الصحابي حبر الأمة عبد الله بن عباس من الطائف مقراً له ومسكن نظراً لقربها من مكة المكرمة، وكان يطوف بين الشام والمدينة المنورة ومكة والطائف، وسكن بالطائف حتى توفاه الله في عام 68 هجرياً.
دور جامع عبد الله بن عباس
يشير القصير في كتابه الشهير "الطائف القديم" إلى أن المسجد قد لعب دوراً محورياً منذ تأسيسه، حيث كان مركزاً لإقامة صلاة الجمعة والجماعة، كما كان المسجد يشهد حلقات تدريس متنوعة تتعلق بعلوم القرآن والحديث والفقه منذ فترة طويلة، وكان يحتضن حلقات لتحفيظ القرآن الكريم، وكانت تسبقها وجود كتاتيب تعنى بتعليم الأطفال والشباب مبادئ القراءة والكتابة إلى جانب حفظ القرآن الكريم.